الشخصياتالمخطوطات والوثائقالمكتبة التاريخية
وثائق الأوقاف الخيرية للمحسنة الكويتية منيرة بنت عبد الرحمن العتيقي في مكة المكرمة
صدر عن مركز دراسات الخليج لتوثيق العمل الإنساني (فنار) دولة الكويت

مقدمة: تُعتبر السـيدة منيرة عبدالرحمن العتيقي إحدى نسـاء الكويت المحسـنات، ممن سـاهمن
في تقديـم الأعمال الخيرية التـي خلّـدت اسـمها في سـجل العطـاء الإنسـاني بما قدمتـه من
أعمال إنسـانية وأوقـاف خرييـة دلت على حبها للبذل والإحسـان وصلـة الأرحام.
ولادتهـا: و ُ لـدت منيرة عبدالرحمـن العتيقـي في الكويـت عـام 1250هــ الموافـق
1834م، ونشـأت في الكويـت في محلـة العتيقـي، والتـي تـم تسـميتها فيما بعـد بالمباركيـة،
وعاشـت مـدة مـن الزمـن في الكويـت، وكانـت تُرافـق والدهـا ووالدتهـا لزيـارة بيـت الله
الحـرام، وقـام والدهـا بشراء عقـار في مكـة للسـكن فيـه، وقامـت هـي بعـد ذلـك بشراء
أرض في مكـة المكرمـة وقامـت ببنائهـا، ولمـا تزوجـت في مكـة اسـتقرت فيها حتـى وفاتها.
والدها : الشيخ عبدالرحمن العتيقي:
تربـى الشـيخ عبدالرحمـن بـن الشـيخ صالـح بـن الشـيخ سـيف العتيقـي في كنـف
أبيـه على العلـم والتقـى، وشـب َّ على محبـة التعلـم، وقد أتقـن أصـول التجـارة والكتابة
والحسـاب وبـرع فيهـا، حتـى أثرى من فضـل الله، فأوقـف في الكويت بيتًا عند مسـجد
السـوق، وكان لأبنـاء عمومتـه تـداولً نشـطًا مـن التجـارة في المنطقـة، لكنـه أقبـل
على التنسـك والعبادة وطلب الاسـتثمار في الآخـرة والرحلة إلى مجالـس العلم، واختار
الاسـتقرار في جـوار بيـت الله الحـرام، وارتحـل مـن دولـة الكويـت بأسرتـه الكريمـة
واسـتقر َّ في مكـة المكرمـة، وهـي أحـب بلاد الله تعـالى، ليتابـع بين الحـج والعمـرة،
فاشترى عقـار ً ا في « شعب عامـر » وأسسـه بيتًا له ولأسرتـه، وذلك أثنـاء النصف الثاني
مـن القـرن التاسـع عرش الميالدي في عـام (1840م) تقريبـاً، وبعد نزولـه في جوار حرم
الله صـار معروفًـا بين المكيّين بالشـيخ عبدالرحمـن العتيقـي الكويتـي.
والدتها: الصالحة لولوة العتيقي
هـي لولـوة بنت الشـيخ سـيف بن حمـد السـيف العتيقي، العابـدة الزاهدة المتنسـكة،
مـع زوجهـا عبدالرحمـن العتيقـي، التاليـة لكتـاب الله آنـاء الليـل وأطـراف النهـار، المجـاورة لبيتـه المكـر َّم.
حيـث كان العلـم دُولـة ً بين نسـاء آل العتيقـي، يتعلـم البنـات مـن آبائهـن الشـيوخ
وأمهاتهـن الكتابـة والخط وقراءة القرآن على العـادة في بيوتات الصالحين؛ فكن َّ منارات
هـدى ً في التربيـة والتنشـئة الحميـدة، وعلى ذلـك كانـت لولوة السـيف العتيقـي في تربية
بناتهـا «عائشـة ومنيرة» طـوال فترة بقائهـا في الكويـت، وحين هجرتها لجـوار بيت الله
الحـرام مـع زوجهـا وابنتهـا منيرة، واسـتقرت بعـد وفاة زوجهـا في بيتهـا الملاصق لبيت
ابنتهـا منيرة في حـي ْ عامـر بمكة المكرمـة، حتـى توفاها الله.
زواجهـا: تزوجـت منيرة العتيقـي مـن السـيد محمـد بـن علي بـن عبدالرحمـن المضايفي
العـدواني مـن أهـل مكـة، وكان عمـه الشـيخ عثمان المضايفـي العـدواني واليًـا
على الحجـاز، وقـد كانـت عائلـة المضايفـي العـدواني قـد اسـتقرت رئاسـتها على
الحجـاز فترة طويلـة مـن الزمـان، ولهـا علاقـة وطيـدة ونسـب مـع أشراف مكـة.
وبعـد زواج منيرة مـن المضايفـي اسـتقرت في مكـة، ولم يُقـد ّ ر الله عـز وجـل لهـا أن ْ
تنجـب أطفالاً.
تعليمهـا: ترعـرت منيرة العتيقـي في أسرة علميـة محبـة للعلـم والتعليـم ونسـخ
المخطوطـات ووقـف الكتـب على طلبـة العلـم، فجد ّ هـا الشيخ صالـح سـيف العتيقـي
أحـد العلماء والفقهاء والشـعراء الذيـن كان لهم باع في طلب العلـم والتعليم،
وعمهـا عبـدالله مـن العلماء الذيـن لهـم دور في نشر العلـوم الشرعيـة وتعليمهـا.
أمّـا والـد جدهـا الشيخ سـيف بـن حمـد العتيقي، فقـد قال عنـه العـالم ابن فريوز الأحسـائي
بأنـه: (فقيـه صالـح، حافـظ لكتـاب الله تعـالى، لا يغفـل عن تلاوتـه، مُعرضا عـن الدنيا وإذلالهـا، سـخي ُّ النفـس.
ومـن علماء هـذه الأسرة الكريمـة الشيخ محمد بن سـيف العتيقي
الـذي ورد اسـمه في كتاب السـحب الوابلة على ضرائح الحنابلة (1(( الـذي ترجم أيض ً ا
لأبيـه سـيف وأخيـه الشـيخ صالح، وقـد تعلمت منيرة العتيقي منـذ صغرها القرآن
الكريـم والقـراءة، وتعلمت شـيئا يسيراً من الحديـث والفقه.
عبادتهـا: نشـأت منيرة العتيقـي في أسرة علميـة متدينـة، محافظـة على أداء العبـادات
والطاعـات للتقـرب مـن رب العالمين، كما حـرص والدهـا ووالدتها على زيارة
بيـت الله الحـرام، فقـد كان والدهـا يصطحبهـا معـه عنـد زياراتـه لمكـة المكرمـة.
أعمالهـا الخيرية:عاشـت منيرة العتيقـي في أسرة تجاريـة لهـا نشـاط واسـع في الأعمال
التجاريـة، وحريصـة ومحبـة لأعمال الخير، وعرفـت مـا قـام بـه أجدادهـا وأسرتهـا مـن
إخـراج زكاة المـال المفروضـة وهـي الركـن الثالـث مـن أركان الإسلام، ومـا قامـوا بـه
مـن بنـاء للمسـاجد مثـل مسـجد عبدالعزيـز بـن حمـد بـن سـيف العتيقـي
باسـم مسـجد النبهـان نسـبة إلى مؤذن المسـجد بن نبهان، ومسـجد محمـد بن عبدالله
بـن سـيف العتيقـي المعـروف باسـم مسـجد المطـران الواقـع في فريـج المطـران، وغيرهـا
مـن المسـاجد ومـا قامـت بـه أسرتهـا في أزمـة الهيلك منـذ عـام 1868م إلى عـام
1871م مـن أعمال خيريـة و فزعـات إنسـانية لإغاثـة المنكوبين في تلك الأزمـة، وكان
منهـم ابـن عمهـا عبداللطيـف بـن عبـدالله بـن صالح بـن سـيف العتيقي، كما عاصرت
منيرة العتيقـي الأوقـاف الخيريـة العديـدة التـي تربعـت بهـا أسرتهـا، داخـل الكويـت
وخارجهـا، ممـا شـجعها على مواصلة هـذه الأعمال الخيرية، ونظر ً ا لنشـأتها في أسرة محبة
للخير – فوالدهـا لـه وقـف خيري، وابن عمهـا عبدالله عبداللطيف لـه وقف خيري في
سـوق الكويـت، وابنـة عمهـا حصة بنـت عبدالعزيز بن الشـيخ صالح لهـا وقف خيري
أيض ً ـا- فقـد تعـودت على أعمال الخير المتنوعـة في حياتهـا، ومنها:
١ـ حبها لقراءة القرآن الكريم وحفظه:
كانـت منيرة العتيقـي محبـة لقـراءة القـرآن الكريـم وسماعه، وهـو مـا حرصـت أن
يسـتمر حتـى بعـد وفاتهـا من خلال وقفهـا الخيري الذي يحـث على قراءة القـرآن الكريم.
٢ـ صلة أرحامها:
كانـت منيرة العتيقـي وصولـة لأرحامهـا، حريصـة على إكرامهـم وخدمتهـم
وصلتهـم، حتـى جعلـت جـزءًا مـن وقفهـا الخيري لأعمال خيرية تكـون في ثوابهـم،
وجعلـت وقفًـا خيريا خاصا بعائلتهـا وهـو الوقـف الـذري.
كرمها وسخاؤها:
كانـت المرحومـة منيرة العتيقـي عطوفـة على الفقـراء والمسـاكين، حريصـة على
التصـد ّ ق والإطعـام، وجعلـت لهـم حصـة في وقفهـا الخيري.
خدمتها للحجاج والمعتمرين:
جعلـت المرحومـة منيرة العتيقـي العزلـة التـي قامت ببنائهـا مقر ًّ ا لضيـوف الكويت
مـن الحجـاج والمعتمريـن والزائريـن مـن أرحامهـا وأقاربهـا في بيتهـا بمكـة المكرمـة،
فجعلـت العزلـة خاصـة لهـم ليستريحوا ويمكثـوا فيهـا مـدة إقامتهـم في مكـة، وكانـت
تكرمهـم وتضيفهـم وتتفانـى في خدمتهـم، كما تـم تسـمية ديوانها برباط أهـل الكويت.
رباط أهل الكويت:
وقـد أسـهمت في تأسـيس أول رباط خاص بأهل الكويت في مكـة المكرمة المعروف
بوقـف منيرة العتيقـي، وهـو ربـاط خاص باسـتقبال الحجيـج لبيت الله تعالى في موسـم
الحـج مـن الكويتيين، وكان شـائعًا أن يوقـف الرباط حكـر ً ا عىل أهل بلـدان معينة دون
غريهـم لا يُزاحَ ـون عليهـا، فاختـارت الحاجـة منيرة العتيقـي أن تطـرق هـذا الباب من
الخير وتؤسـس أول ربـاط للكويتيين يأوون إليه في الموسـم.
عتق الرقاب:
كان لـدى المرحومـة منيرة العتيقي عـددًا من المماليك، فقامت بعتقهـم ابتغاء مرضاة
الله تعـالى، فقـد حـرص الإسلام على تحريـر المماليـك بعتقهـم، وجعـل أفضـل القربات
إلى الله هـذا العمـل الجليـل، وقـد وردت آيـات كريمـة في القـرآن الكريم تحـث على هذا
العمـل العظيـم، كما وردت أحاديث شريفة عن رسـولنا -صىل الله عليه وسـلم- يحث
فيهـا على عتـق الرقاب، ولم تكتـف منيرة العتيقي بعتق الرقـاب بمماليكهـا، بل جعلت
لهـم نصيبًـا مـن ر َيْع وقفهـا الخيري، وفـاءً لهم وبِـر ًّا وتقدير ًا.
مجاورتها لبيت الله الحرام:
كانـت المرحومـة منيرة العتيقـي تُرافـق والدهـا ووالدتهـا أثنـاء زياراتهـم المتكـررة
لمكـة المكرمـة، وقـد اشتروا بيتـاً لهـم في حـي بنـي عامـر لإقامتهم فيـه عنـد تواجدهم في
مكـة، فاختـارت منيرة أرض ً ـا مجـاورة لبيت أهلهـا بمكة المكرمـة، وبالتحديد في شـعب
بنـي عامـر قـرب بئـر الحمام واشترتها مـن مالهـا الخـاص، ثـم بنـت على هـذه الأرض
بيتًـا وديوانًـا ومـا يلزمهما مـن منافع، وذلـك عام 1277هــ الموافـق 1860م، وتفرغت
للعبـادة والمجـاورة للحـرم المكـي.
أوقافها الخيرية:
تربعـت المحسـنة منيرة العتيقـي بعقارهـا الـذي بنتـه في مكـة المكرمـة ليكـون وقفًـا
خرييًّـا وقس ّ ـمته إلى قسـمني، وقف خيري، ووقـف ذُر ِّي، فقد بنت منيرة العتيقي أرضها
التـي اشترتها على هيئـة مبـاني وحوش ً ـا وديوانًـا وقاعـة ومنافـع وعزلتين، وجعلـت هذه
المبـاني وقفًـا خيريًّـا يُصرف ريعه على أعمال خيرية حددتهـا في وصية الوقـف، ثم أوقفت
العزلتين الواقعتين شمال العقار الأول على معاتيقهـا وذرياتهم وعلى أقاربهـا وذرياتهم،
وكان مسـاحة العقـار 214 مترًا مربعًـا، تـم اقتطـاع جـزء منـه من أجـل التنظيـم البلدي،
وتبقـى منـه جـزء على شـكل مثلث بمسـاحة 146م2وتـم تسـوير الوقف المتبقـي، ونظر ً ا
لإزالـة شـعب عامـر دخـل الوقـف في توسـعة الحـرم المكـي، حيث تـم إزالة شـعب عامر
.في عهـد الملـك عبـدالله بـن عبدالعزيز آلـ سـعود خـادم الحرمين الشريفين رحمـه الله.
الوقف الخيري الأول (وقف ٌ خيري):
قسـم الفقهـاء الأوقـاف إلى قسـمني، وقـف خيري على أعمال الخير ووقـف ذُر ِّ ي
على ذريـة الواقـف، وقد أوقفت منيرة العتيقي وقفين أحدهمـا الأول (خيري) والآخر
(ذُر ِّ ي)، وأمّـا وقفهـا الأول ففـي التاسـع عشر مـن ربيـع الثـاني 1306هــ الموافـق 23
ديسـمرب 1888م على أعمال خيريـة متنوعـة وهي:
الأضاحـي: أوصـت في وقفهـا ناظـر الوقف أن يشتري مـن غلّة الوقـف في كل عيد
أضحـى مـن كل سـنة أربعـة رؤوس مـن الضـأن، ويذبحهـا ويتصـدق بهـا على الفقراء
والمسـاكين، صدقـه عـن الواقفـة وأمهـا المرحومـة لولـوة بنـت سـيف بـن حمد بن سـيف
العتيقـي وأبيهـا الشـيخ عبـد الرحمن بـن صالح العتيقـي وزوجها المرحـوم محمد بن علي
بن عبـد الرحمـن المضايفي.
٢ـ إطعام في يوم عاشوراء
أوصـت بـأن يتـم شراء طعـام في يوم عاشـوراء ويتـم توزيعه على الفقـراء ويُتَصد َّ ق
بـه عنهـا وعن أمهـا وأبيهـا وزوجها.
٣ـ إطعام في يوم المولد النبوي.
٤ـ إطعام في ليلة النصف من شعبان.
٥ـ إطعام في يوم الإسراء والمعراج.
٦ـ قراءة القران.
أوصـت المحسـنة منيرة العتيقـي أن يتم جمع جماعـة من حملة القرآن الكريـم في كل يوم جمعة
في شـهر رمضـان يقـرؤون ختمة كاملة ويهدون ثوابهـا إلى روح الواقفة ووالديها وزوجها.
وقـد قامـت المرحومـة منيرة العتيقـي بالنظـارة على الوقـف الخيري المذكـور مـدة
حياتهـا حتـى وفاتهـا عـام 1326هــ الموافـق 1908 م.
الناظر الأول على الوقف الخيري:
جعلـت منيرة العتيقـي الناظـر على وقفها الخيري على نفسـها مـدة حياتها، ثم يكـون بعدها
ابـن اختهـا محمـد بـن عبـدالله بن سـيف العتيقي، ثم يكـون الناظر من بعده الأرشـد مـن ذريته.
الناظر الثاني على الوقف الخيري:
• محمد بن عبدالله بن سيف العتيقي
ولـد محمـد بـن عبـدالله بـن سـيف بـن حمـد بـن سـيف العتيقـي رحمـه الله تقديـر ً ا في
(1265هــ) الموافـق 1849م في مدينـة الكويـت بحـي الوسـط من محلـة العتيقي، تربى
عنـد والـده الوجيـه عبـدالله بـن سـيف العتيقي وأخـذ الخصـال الطيبـة والمـكارم النبيلة
وأدرك عنـه الحذاقـة في التجـارة ومحبـة الإنفـاق في سـبيل الله، فقـد نشـأ على النشـاط
في الخير بـاذلاً أموالـه للصدقـات والخيرات ومسـاعدة المسـاكين، وكانـت لـه أوقـاف
خيريـة، فقـد اشترى دكانًا في سـوق الكويت (منطقـة المناخ حاليًّا) وأوقفه في سـبيل الله
تعـالى في 9 رمضـان 1301هــ الموافـق 1884/7/3م، وقـد تـولى نظارته مـن بعده ابنه
عبـدالله العتيقـي في آخـر سـنة 1310هــ 1893م، كما بنى المحسـن محمد بـن عبدالله
بن سـيف العتيقـي مسـجد ًا في منطقـة المرقـاب بعـد أن اشترى الأرض للبنـاء، وموقـع
المسـجد بين بيـوت قبيلـة المطـران ومحلتهـم، فاشـتُهر باسـم مسـجد فريـج المطـران.
وقـد بنـاه في سـنة 1310هــ حسـبما ورد بسـجل دائـرة الأوقـاف، كما أوقـف عـدداً من
المصاحـف القرآنيـة المُذهبـة، ومـا زالـت في حـوزة ذريتـه اليـوم، وقـد أوصى إليـه والده
عبـدالله بـن سـيف العتيقـي بنظارة أوقـاف أسرة العتيقـي المختلفة مـن (دكاكين وبيوت
وغيرهـا) في ربيـع الثاني مـن 1301هــ 1884م.
تـوفي رحمـه الله بمدينـة الكويـت في شـعبان مـن عام سـنة 1310هـ تقدير ًا في شـعبان
الموافق 1893م.
الناظر الثالث على الوقف الخيري:
• عبـدالله بـن محمـد بـن عبـدالله بـن سـيف العتيقـي، وهـو ابـن الناظـر الثـاني على
الوقـف الخيري ولد رحمه الله تقديراً في 1298هـ الموافق 1881م في بيت أبيه الواسـع «بيت العود»
بمدينـة الكويـت في حـي الوسـط بمحلـة العتيقـي المعروفة اليـوم بشـارع المباركية. وقد
نشـأ شـابًّا مجتهـد ً ا في طاعـة الله عـز وجـل سـاعيًا في الخيرات، حبِّبـت إليـه العبـادات
البدنيـة والماليـة، فركـب وأختـه الكبرى مريم المحمـد العتيقي القطـار حاجين لبيت الله
في رحلـة فريـدة مـن العراق فالشـام ثـم الحجاز. اهتـم أن يسير على خطـى آبائـه وأجـداده
مـن التفنـن في ضروب المتاجـرات والبيوعـات، وقـد كان عبـدالله يسـتجلب البضائـع
مـن الهنـد وعمان ونجـد، وقـد أخذ عـن أسرتـه الحـرص عىل رعايـة الأوقـاف وإدرارها
ومن ثـم صرف ريعها على الفقراءوالمسـاكين والمسـتحقين.
وأوقـف أوقافـاً عديـدة، منهـا ثلاثة بيـوت على مسـجد أبيـه محمـد بـن عبـدالله
العتيقـي الشـهير (بمسـجد المطـران)، يُصر ْف ثلثـي أجرتهـا للإمـام والثلـث للمـؤذن،
فالبيـت الأول مُشترى وموقـوف على مسـجد العتيقي في 28 جمـادى الآخرة 1325هـ
الموافـق 1907/8/8م، والثـاني مُشترى وموقـوف على مسـجد العتيقـي في 4 ذي
الحجـة 1327هــ الموافـق 1909/12/17م، والثالث مُشترى وموقوف على مسـجد
العتيقـي في 1 رجـب 1329هــ الموافـق 1911/6/28م.
وكان لعبـدالله العتيقـي وصيـة بالثلـث مـن مالـه بنظـارة صديقه (الوجيـه عبدالله بن
سـاير الشـحنان)، وقـد أوقـف الناظـر بيتًا رابعًـا على مسـجد العتيقي الشـهير بالمطران.
وكان عبـدالله العتيقـي ناظـر ً ا متصرفًـا في جميع أوقاف أجداده التـي آلت إليه نظارتها
عـن أبيـه، وقـد تـوفي ولم يُعَين َّ عليهـا ناظـر ً ا خاصـا إلى أن عين َّ القـاضي الشرعـي عليها
صالـح العتيقـي 1341هـ، حتى رشـد ابنـه عبداللطيف بـن عبدالله العتيقـي فتولاّها.
توفي رحمه الله في سنة 1330هـ الموافق 1912م.
الناظر الرابع على الوقف الخيري:
• عبداللطيف بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن سيف العتيقي:
ولـد رحمـه الله في سـنة 1330هــ الموافـق 1912م في بيت أبيه الواسـع «بيـت العود»
بمدينـة الكويـت في حي الوسـط بمحلة العتيقـي المعروفة اليوم بشـارع المباركية: درس
في المدرسـة المباركيـة وكان أحـد طلابهـا المتفوقين، حتـى شـب َّ رشـيد ً ا وقويًّـا على أخذ
زمـام تجارتـه فصـار من كبار تجـار وقتـه البارزين.
افتتـح عـدة دكاكين متجـاورة في السـوق الداخلي «سـوق التجار» وجعلهـا معرضا
واحـد ً ا لشـتى أنـواع البضائـع (العطـور، والمـواد التموينيـة، والأقمشـة) وسـمي ّ دكانـه
التجـاري «المخـزن الوطنـي»، واتسـعت معامالتـه التجاريـة لتبلـغ دولاً عـدة كالهنـد
والبحريـن والعـراق والشـام.
كان لـه رحمـه الله نشـاطًا تجاريًّـا ملحوظًـا مـع العديـد مـن الدوائـر الحكوميـة حديثـة
النشـأة، واشـتملت وثائقـه التجاريـة على تعامالته مـع جهات حكوميـة وأهلية متعددة
كـ(دائـرة المعـارف، والبلديـة، والغرفـة التجاريـة، والمجلـس الترشيعـي)، كان رحمه الله
قـد أسـس شركـة للمقـاولات وقامـت بأعمال لشركـة الزيت (البترول) في فترة مبكرة
مـن عمرهـا، وأمـا جوانب تحصيلـه الثقـافي والمعرفي فهي متعـددة الأغـراض والصور،
مـن اهتمام باقتنـاء نفائـس الطبعـات والمصنفـات التي كان يجلبهـا من خـارج الكويت،
إضافـة لاشتراكاته في الدوريـات والمجلات الثقافيـة والأدبيـة المهمـة، وكان الوجيـه
عبداللطيـف أحـد رجـالات الدولـة الكويتيـة الحديثة.
تـولى المرحـوم عبداللطيـف العتيقـي نظـارة الكثير مـن أوقـاف أسرته، فـكل ما كان
تحـت نظـر أجـداده وآبائـه كان عبداللطيـف ناظـراً عليـه، فقـد تـولى نظـارة وقـف خالـة
جـده (منيرة بنـت الشـيخ عبدالرحمن العتيقـي) الكائن في مكـة المكرمة، وأنـاب صهره
–نزيـل مكـة المشرفـة- الشـيخ محمد بن حسـن الضبيب رحمـه الله بالوكالـة عليه، وتولى
نظـارة وقـف المحسـنة (منيرة بنت الشـيخ أحمد بن محمد بن سـالم العتيقـي)، وذلك بعد
انقطـاع جهـة النظارة عليهـا 1366هـ 1947م.
فقـد تـولّ الأوقـاف التـي كانـت تحـت نظـارة جـده «عبـدالله بـن سـيف» ومـن بعده
التـي تحـت نظـارة جده «محمد بن عبـدالله» ومن بعده أبـوه «عبدالله بن محمـد العتيقي»،
وهـي: (وقف دكان الشـيخ سـيف، ووقف دكان عبدالرحمن بن صالـح العتيقي ومحمد
بـن سـيف العتيقـي، ووقـف دكان عبداللطيـف بـن الشـيخ عبـدالله العتيقـي، ووقـف
بيـت عبـدالله بن سـيف العتيقـي، ووقف دكان محمد بـن عبدالله العتيقـي، ووقف دكان
مريـم بنـت محمـد العتيقـي، ووقـف بيـوت عبـدالله بـن محمـد العتيقـي على مسـجد أبيه
.بالمرقـاب إلى غير ذلك مـن الأوقاف الخيرية.
لـه مـن الأبنـاء الدكتور صلاح العتيقي وعدنـان العتيقي وحصة العتيقـي رحمهم الله،
وعـادل وخولـة العتيقي حفظهما الله.
تـوفي رحمـه الله في الكويـت في رمضـان 1368هــ الموافـق 1949م، ثـم تابـع شـئون
نظـارة الوقـف ابنـه الدكتـور صلاح عبداللطيـف عبـدالله العتيقـي.
د.صلاح عبداللطيف عبدالله العتيقي:
ولـد عـام 1941م، وحصـل على ماجسـتير الصحـة العامـة مـن جامعـة هارفـرد
وبكالوريـوس الطـب والجراحـة وليسـانس الحقـوق مـن جامعـة الأسـكندرية، ترشـح
لمجلـس الأمـة وأصبـح عضـو ً ا في البرلمـان ثـم وزيـر ً ا للصحـة، وكان أمينًـا عامًّـا لاتحـاد
الأطبـاء العرب ورئيس ً ـا لبعثة الحـج الكويتية، توفي رحمه الله في 22 مارس 2020م
نص الوثيقة:
مضمـون ذلـك هـو أنـه لمـا كانـت المصونـة منيرة بنـت المرحـوم الشـيخ عبدالرحمـن بـن
صالـح العتيقـي الكويتـي مخـدرة لم يسـبق لهـا مخالطـة بالرجـال وأرادت الإقـرار بالوقفيـة
الآتي ذكرهـا أدنـاه، وقـد التمـس مـن مثلهـا مـن نائـب مولانـا الحاكـم الرشعي المومـئ إليه
المـأذون لـه في الاسـتخالف أن يبعـث إليهـا أمينًـا مأذونًـا مـن قبله لسماع الإقـرار بالوقفية،
منهـا الآتي ذكرهـا أدنـاه على يـده وتقريـر ذلـك ورفعـه إليـه، فأجابهـا إلى ذلك ووجـه إليها
أمينًـا مأذونًـا من قبله لسماع ذلك وهو باش كاتب حالاً بالمحكمة الرشعية الشـيخ سـليمان
أفنـدي بـن المرحوم الشـيخ أسـعد قناص، وأمـره نائب مولانـا الحاكم الرشعـي المومئ إليه
بالوصـول إلى منـزل المصونـة منيرة المذكـورة، وبالتعريـف بذاتهـا وسماع الإقـرار بالوقفيـة
عنهـا وتقريـره ورفـع ذلـك إليـه، ومراعـاة مـا يجـب اعتبـاره شرع ً ـا، وقَبِـل الأمين المـأذون
المذكـور هـذا الإذن لنفسـه بما ذكـر مـن حضرته قبـولً شرعيًّـا بالمواجهـة، ثم توج َّ ـه الأمني
المذكـور إلى منـزل المصونـة منيرة المذكـورة السـاكنة به الكائـن بمكة المكرمة بحارة شـعيب
بنـي عامـر بالقـرب مـن بئر الحمام، فعقب وصول المـأذون المذكـور إلى منـزل المصونة منرية
بنـت المرحـوم عبدالرحمـن بـن صالـح العتيقـي الكويتـي المذكـورة وحضورهـا لديـه عر َّ ف
بذاتهـا العارفـان لهـا عينًـا واسماً ونسـبًا المعرفـة الرشعيـة، وهمـا المكرمـان الشـيخ صالـح
والشـيخ أحمـد ولـدي المرحـوم الشـيخ محمد بن أحمـد العامـودي غب حضورهمـا وتعريف
صالـح العتيقـي الكويتـي المذكـورة بين يدي الأمين الشـيخسـليمان أفنـدي المذكـور
إقراراً ذاتهـا لـدى الأمين المذكـور أقـرت المصونـة منيرة بنـت المرحـوم الشـيخ عبدالرحمـن بـن
صحيحـاً شرعيـاً في حـال صحتهـا وكمال عقلهـا وطوعهـا وجـواز ترصفاتهـا في الوجـوه
كلهـا بأنهـا وقَّفـت وحبّسـت وسـبّلت وتصدقـت مـا هـو لهـا وفي ملكهـا وحوزهـا وتحـت
ترصفهـا واختصاصهـا بمفردهـا إلى حين صـدور هـذه الوقفيـة منهـا والآيـل إليهـا أرضـه
بالشراء الرشعـي بموجـب حجـة شرعيـة بيدهـا، محررة مـن محكمة مكـة المكرمـة، مؤرخة
في اليـوم الرابـع والعرشيـن مـن ذي الحجـة الحـرام مـن العـام السـابع والسـبعني والمائتين
والألـف، متو َّ ج َ ـة بعالمـة وختـم قاضي مكـة المكرمة للعـام المذكور رضا أفنـدي زاده محمد
شـمس الديـن أفنـدي والأبنيـة القائمـة عليهـا، فهـي أنشـأتها بمالهـا لنفسـها الثابـت ذلـك
لـدى المـأذون المذكـور ثبوتًـا صحيح ً ا شرعيًّـا بإخبار المكرمني الشـيخ صالح والشـيخ أحمد
ولـدي المرحـوم الشـيخ محمـد بـن أحمـد العامـودي المذكور أعلاه؛ وذلـك ابتغـاء لوجه الله
الكريـم وطلبًـا لثوابـه الجسـيم يـوم يجـزي الله المتصدقين ولا يضيـع أجـر المحسـنني، أعنى
الموقـوف هـو كامـل الحوش المشـتمل على ديوان بمقعد مـن الحجر وصفة أمامه مسـقفة لها
بـاب مـن الحـوش المذكـور وقاعة من داخـل الديوان المذكـور في جهته الرشقيـة وخزانة من
داخـل القاعـة المذكـورة لهـا بـاب عىل الحـوش المذكـور، وعىل بيت خلاء في جهتـه الرشقية
الكائـن ذلـك بمكـة المكرمـة بحارة شـعيب بني عامـر قريبًا من بئـر الحمام الذي يحـده شرقًا
الحـوش ملـك ورثـة المرحومـة لؤلـؤة بنت سـيف العتيقـي الكويتـي، وغربًا السـكة النافذة
الفاصلـة بين هـذا المحـدود وبني بئـر الحمام المذكـور بما لذلك مـن الحق والحقوق والسـوح
والفسـوح والمرافـق والمنافـع واللواحـق والتوابـع والأرض والبنـاء ومجاري المـاء وكامل ما
يعـد ويحسـب مـن جملـة ذلك، وينسـب إليه شرع ً ـا المعلوم جميع ذلـك عند الواقفـة المذكورة
العلـم الرشعـي النـافي للجهالـة شرع ً ـا وقفًـا صحيح ً ـا شرعيًّـا وحبس ً ـا صريحًـا لا يبـاع ولا
يرهـن ولا يملـك ولا يسـتملك ولا يناقـل بـه ولا ببعضـه، بـل لا زال قائماً على أصولـه
وضوابطـه مسـتمر ًّ ا على شروطـه وروابطـه، كلما مر َّ عليـه زمان جـدده وأكده آبـد الآبدين
ودهـر الداهريـن إلى أن يـرث الله الأرض ومـن عليها وهو خري الوارثني، وأنشـأت الواقفة
منيرة المذكـورة وقفهـا هـذا وهي تملكه أولاً عىل نفسـها مدة حياتها تنتفع به بمفردها سـكنًا
وإسـكانًا وغلـة واسـتغاللاً، وسـائر وجـوه الانتفاعـات الرشعيـة الوقفيـة، ثـم مـن بعدهـا
يكـون وقفًـا على خيرات ومبرات يجريهـا الناظـر عليهـا مـن غلتـه على سـبيل الـدوام عىل
الوجهـة الآتي ذكرهـا، وهـو أنـه يشتري مـن غلتـه في كل عيـد أضحـى مـن كل سـنة أربعـة
رؤوس مـن الضـأن ويذبحهـا ويتصـدق بهـا على الفقـراء والمسـاكني صدقـة عـن الواقفـة
المذكـورة المصونـة منيرة وأمهـا المرحومـة لؤلـؤة بنـت سـيف العتيقـي الكويتـي المذكـورة،
وابنهـا المرحـوم الشـيخ عبدالرحمن بن صالح العتيقـي الكويتي المذكـور، وزوجها المرحوم
محمـد بـن علي بـن عبدالرحمـن المضايفي، ويتصـدق أيضـاً عنها وعـن أمها وأبيهـا وزوجها
المذكوريـن في يـوم عاشـوراء، وهـو يـوم العـاشر مـن محرم الحـرام مـن كل عام على الفقراء
والمسـاكني، يجتـزأ مـن غلـة هـذا الوقـف بأن يشتري بـه طعامًـا ويطعمه للفقـراء، وبما يراه
مناسـبًا، وكـذا يعمـل في كل يـوم عيـد مولـد النبي صلى الله عليه وسـلم، وفي ليلـة النصف
مـن شـعبان وفي ليلـة المعـراج، أمـا في شـهر رمضـان فيجمـع الناظر جماعـة من حملـة القرآن
في كل جمعـة يقـرؤون ختمـة كاملـة، ويهـدون ثوابهـا إلى روح الواقفـة ووالديهـا وزوجهـا
المذكوريـن، يجـري ذلـك دائماً وأبـد ً ا مـن غلـة الوقـف المذكـور ينظـر الناظـر عليـه في كل
وقـف بحسـبه، فـإذا تعـذر ذلـك صرف ريعه على الفقـراء والمسـاكني يرصفه الناظـر عليه،
وشرطـت في وقفهـا هـذا شرطًـا منهـا جعلـت النظـر على وقفهـا هـذا أولاً لنفسـها يكـون
لهـا بمفردهـا مـدة حياتهـا لا يشـاركها فيـه مشـارك ولا ينازعـه منازع، ثـم من بعدهـا يكون
النظـر لابـن أختهـا محمـد بن عبـدالله بن سـيف العتيقي الكويتـي، ثم من بعده يكـون النظر
للأرشـد فالأرشـد مـن ذريتـه مهما تناسـلوا وتعاقبـوا وإذا انقرضـوا كانـت النظـارة عليـه
للأرشـد فالأرشـد مـن عصبـة الواقفة المذكورة وعصبـات ابن أختها محمـد المذكور، وإذا لم
يوجـد منهـم أحد كانت النظارة عليه للأرشـد فالأرشـد مـن ذوي رحم الواقفـة المذكورة،
وذي رحـم ابـن أختهـا المذكـور، فـإذا تعـذر ذلـك كان النظـر فيـه للحاكـم الرشعـي يقيـم
عليـه ناظـر ً ا مـن قبلـه من أهـل الديانة والأمانـة يقـوم بمعالجته ولوازمـه، ومنها أنـه أول ما
يبـدأ بـه مـن غلتـه وعمارتـه وما فيـه إبقاء عينـه والنمـو لغلته، ومنهـا أن للناظـر عليه في كل
عـام الربـع مـن غلتـه يقتطعه لنفسـه في مقابل عمله ومباشرتـه لذلك الوقف، ثـم من أن تم
المذكـور إلى متـول شرعـي، وهـو أحمـد بـن محمـد بـن أحمـد العامـودي
بعـد أن جعلتـه قيماً هـذا الوقـف وأبـرم على هـذا المنوال انحسـم سـلمته
الواقفة منيرة بنت الشـيخ عبدالرحمن على هـذا الوقـف ومتوليًـا لأمـوره، شـارطة عزلـه
بعـد أن يتـم التسـجيل، واسـتلمه المتولي المذكـور فارغ ً ـا عن الموانع المبطلة وشـواغل
المفسـدة لصحة التسـليم والاسـتالم بعد قبوله هـذه التوليـة لنفسـه على هـذا الوقـف،
ثـم إن المصونـة منيرة بنـت المرحـوم عبدالرحمـن
المذكـورة ادعـت على هـذا المتـولي بدعـوى شرعية سـائغ سماعها في الوقف شرعـاً تتضمن
دعواهـا أنهـا قـد يحـق لهـا الرجـوع في هـذه الوقفيـة، وتريـد استرداد الموقـوف إلى ملكهـا
متمسـكة في ذلـك بعـدم اللـزوم بمجـرد القـول على القـول للإمـام الأعظـم أبي حنيفـة
النعمان رضي الله عنـه القائـل بعـدم صحـة الوقـف وعـدم لزومـه، حيـث لم يحكـم بصحتـه
حاكـم شرعـي فيعارضهـا المتـولي بـأن الوقـف صحيـح لازم عىل القـول المفتى بـه عىل قول
الإمامين الهمامين أبي يوسـف ومحمـد رحمهما الله القائلين بصحـة الوقـف ولزومـه بمجرد
القـول ولـو لم يحكـم بـه حاكم شرعي، فتنازعـا في ذلك طويالً ثـم ترافعا إلى المأذون الشـيخ
سـليمان أفنـدي المذكـور وسـألاه الحكـم في ذلـك بما يترجـح عنده مـن القولين، فنظـر بينهما
نظـر ً ا جليًّـا، فظهـر لـه أنـه في جانـب الوقـف رجحانًـا قويًّـا لمـا فيـه مـن النفـع العـام وغنيـم
الثـواب في دار المقـام، فاختـار الله تعـالى وحكـم بصحـة هـذا الوقـف ولزومـه في خصوصه
وعمومـه حكماً شرعيًّـا بعد صدور هـذه الدعوى الصحيحة والسـؤال والجـواب، وأجازه
ونفـذه ومنـع الواقفـة منيرة المذكـورة عـن الرجـوع في هـذه الوقفيـة، فامتثلـت لذلـك ثـم
إن منيرة المذكـورة غـرت المتـولي المذكـور عـن ولايتـه على هـذا الوقـف بحضرتـه، فرفـع
المتـولي يـد ولايتـه عـن ذلك ووضعـت الناظرة منرية المذكـورة يد نظارتها عىل هـذا الوقف،
وبموجـب هـذا صـار كامـل الحـوش بجميع ما اشـتمل عليـه المحـدود المذكور أعلاه وقفًا
مـن أوقـاف الله تعـالى الأكيـدة مدفوع ً ـا عنـه بحولـه وقوتـه الشـديدة، فال يحل لأحـد يؤمن
بـالله واليـوم الآخـر ويعلـم أنه إلى ربـه صائر ً ا أن يتعرضه بسـوء أو فسـاد أو إبطـال أو تغيري
أو تبديـل أو بحيلـة أو بفتـوى أو بغمـز وهمـزة، فمـن فعـل ذلـك كلـه أو بعضـه أو شـيئًا
منـه فـالله حسـيبه ورقيبـه ومكافيـه، وعلى سـوء فعلـه يجازيـه، «فمـن بدلـه بعدمـا سـمعه
فإنما إثمـه على الذيـن يبدلونـه» إن الله لسـميع عليـم وهو حسـبنا ونعـم الوكيـل وصىل الله
على سـيدنا محمـد وعلى آلـه وصحبـه وسـلم، بعـد ذلك قـرر الأمين المذكـور جميع مـا ذكر
أعلاه فرفعـه إلى حضرة نائـب مولانـا الحاكـم الرشعـي المومـئ إليـه تفصيلاً حتـى صـار
ذلـك معلومًـا ومحقق ً ـا لـدى حضرتـه، فأجـاز نائـب مولانـا الحاكـم الرشعـي المومـئ إليـه
جميـع مـا ذكـر أعلاه، وأجـاز ذلـك كلـه مولانـا الحاكـم الرشعـي المومـئ إليـه أعلاه ونفذه
وأمضـاه وأوجـب العمـل بمقتضـاه حـرر في اليـوم التاسـع عشر مـن شـهر ربيع الثـاني من
عـام السـادس والثالثمائـة والألـف 1306 هـ
صورة مؤرخة من السجل
رئيس المحاكم الشرعية بمكة المكرمة
تاريخ الوثيقة: 19 ربيع الثاني 1306 هـ – الموافق 23 ديسمرب 1888
الموقـع: حـارة شـعيب بنـي عامـر بالقـرب مـن بئر الحمام – مكـة المكرمـة – المملكة
العربية السـعودية
المصدر: المحكمة الشرعية، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية
الوقف الخيري الثاني (وقف ذ ُ ر َّ ي):
أوقفـت المحسـنة منيرة العتيقـي وقفـا آخـر في العـاشر من رجـب 1306هــ الموافق
12 ينايـر 1889م، وهـو العزلتين الواقعتين شمال العقـار الأول، وجعلـت ر َ يْعـه على
معاتيقهـا وذرياتهـم وعلى أقاربهـا وذرياتهـم، فقـد أوصـت أن يكـون ر َ يْـع الوقـف على
معاتيقهـا وذرياتهـم، فـإذا انقطعـوا ولم يبـق منهـم أحـد فيكون على ابن أخيهـا محمد بن
عبـد الله بـن سـيف العتيقـي، ومن بعـده عىل ورثته، وهـذا الوقف الخريي الـذي أوقفته
المحسـنة منيرة العتيقـي يسـميه الفقهـاء (الوقـف الـذ ُ ر َّي)، وهـو مـا يعـود بالنفـع على
وجـه محـدد بالذريـة، أمـا الوقـف الخيري الأول فهـو عىل مـا حد ّ دته المحسـنة من أعمال
البر والخير.
الناظر على الوقف الذ ُ ر َّ ي:
جعلـت منيرة العتيقـي نفسـها ناظـرة على وقفهـا في حياتهـا، ثـم مـن بعدهـا لأحـد
معاتيقهـا، وإذا انقرضـوا تكـون النظـارة لابـن أختهـا محمـد بـن عبـدالله بـن سـيف
العتيقـي، ثـم تـولى شـئون الوقـف الـذ ُ ر ِّي من تـولى نظارة الوقـف الخيري، كما تم ذكره
في أعلى البحـث.
نص الوثيقة:
مضمـون ذلـك هـو أنـه لمـا كانـت المصونـة منيرة بنـت المرحـوم الشـيخ عبدالرحمـن بن
صالـح العتيقـي الكويتـي مخـدرة لم يسـبق لهـا مخالطـة بالرجـال وأرادت الإقـرار بالوقفيـة
الآتي ذكرهـا أدنـاه وقـد التمـس مـن مثلهـا مـن نائـب مولانـا الحاكـم الرشعي المومـئ إليه
المـأذون لـه في الاسـتخالف أن يبعـث إليهـا أمينـاً مأذونـاً مـن قبله لسماع الإقـرار بالوقفية
منهـا الآتي ذكرهـا أدنـاه على يـده وتقريـر ذلـك ورفعـه إليـه فأجابهـا إلى ذلك ووجـه إليها
أمينًـا مأذونًـا مـن قبلـه لسماع ذلـك، وهـو بـاش كاتـب حـالاً بالمحكمـة الرشعيـة الشـيخ
سـليمان أفنـدي بـن المرحـوم الشـيخ أسـعد قنـاص وأمـره نائـب مولانـا الحاكـم الرشعـي
المومـئ إليـه بالوصـول إلى منـزل المصونة منرية المذكـورة وبالتعريف بذاتها وسماع الإقرار
بالوقفيـة عنهـا وتقريـره ورفـع ذلـك إليـه ومراعـاة ما يجـب اعتبـاره، وقَبِل الأمين المأذون
المذكـور هـذا الإذن لنفسـه بما ذكر مـن حضرته قبـولً شرعيًّـا بالمواجهة، ثـم توج َّ ه الأمني
المذكـور إلى منـزل المصونـة منرية المذكورة السـاكنة بـه الكائن بمكة المكرمة بحارة شـعيب
بنـي عامـر بالقـرب مـن بئر الحمام فعقب وصول المـأذون المذكـور إلى منـزل المصونة منرية
بنـت المرحـوم عبدالرحمـن بـن صالـح العتيقـي الكويتـي المذكـورة وحضورها لديـه عر َّ ف
بذاتهـا العارفـان لهـا عينـاً واسماً ونسـباً المعرفـة الرشعيـة وهمـا المكرمـان أحمد بـن محمد بن
أحمـد العامـودي وصالـح بـن أحمد بـن صالح باقيـس الحضرمي غب حضورهمـا وتعريف
صالـح العتيقـي الكويتـي المذكـورة بني يدي الأمني الشـيخ سـليمان أفندي
المذكـور إقراراً ذاتهـا لـدى الأمين المذكـور أقـرت المصونـة منيرة بنـت
المرحـوم الشـيخ عبدالرحمـن بـن صحيحـاً شرعيـاً وهـي في حـال صحتهـا وكمال
عقلهـا وطوعهـا وجـواز ترصفاتهـا في الوجـوه كلهـا بأنهـا وقَّفـت وحبّسـت وسـبّلت وتصدقـت
مـا هو لهـا وفي ملكهـا وحوزها وتحـت ترصفهـا واختصاصهـا بمفردهـا إلى حين صـدور
هـذه الوقفيـة منهـا والآيـل إليها أرضـه بالشراء الرشعـي بموجـب حجـة شرعيـة بيدهـا
محـررة مـن محكمـة مكـة المكرمـة مؤرخـة في اليـوم الرابـع والعرشيـن مـن ذي الحجـة
الحـرام مـن العـام السـابع والسـبعني والمائتين والألـف متو َّ ج َ ـة بعالمـة وختـم قـاضي مكـة
المكرمـة للعـام المذكور رضـا أفندي زاده محمـد شـمس الديـن أفنـدي والأبنية القائمـة
عليها فهي أنشـأتها بمالها لنفسـها الثابت ذلـك لـدى المـأذون المذكـور ثبوتاً صحيحاً شرعيـاً
بإخبار المكرمني أحمد بـن محمد بن أحمد
العامـودي وصالـح بـن أحمـد بـن صالح باقيـس الحضرمي المذكوريـن أعاله وذلـك ابتغاء
لوجـه الله الكريـم وطلباً لثوابه الجسـيم يوم يجزي الله المتصدقين ولا يضيع أجر المحسـنين
أعنـى الموقـوف هـو كامـل المشـتملتني على مسـاكن ومنافـع ومرافـق وحقـوق شرعيـة
الكائنـة بمكـة المكرمـة بحـارة شـعيب بنـي عامـر قريبـاً مـن بئـر الحمام الـذي يحـده كامل
بجميـع مـا اشـتملت عليه ويحيـط بهما حـدود أربعة شرقاً ملـك لؤلؤة بنت سـيف العتيقي
الكويتـي وغربـاً السـكة النافـذة وبها البـاب الأرض ملـك ورثة المرحـوم عبدالرحمن بن
عبـدالله أبـو حمـام الحـوش ملـك إبراهيـم أبـو همـام ؟ الـدلال بالحلقـة ويمينـاً الحـوش
وقـف الواقفـة منيرة المذكـورة بما لذلـك من الحـق والحقوق والسـوح والفسـوح والمرافق
والمنافـع واللواحـق والتوابـع والأرض والبنـاء ومجـاري المـاء وكامـل مـا يعد ويحسـب من
جملـة ذلـك وينسـب إليـه شرعـاً المعلـوم ذلـك كلـه عنـد الواقفـة المذكـورة العلـم الشرعي
ولا يسـتملك ولا يناقـل بـه ولا ببعضـه، بـل لا زال قائماً على أصولـه وضوابطـه مسـتمراً
النـافي للجهالـة شرعـاً وقفًـا صحيح ً ـا شرعيًّا وحبس ً ـا صريحًـا لا يباع ولا يرهـن ولا يملك
على شروطـه وروابطـه كلما مـر َّ عليـه زمـان جـدده وأكـده آبـد الآبديـن ودهـر الداهريـن
وقفهـا هـذا وهـي تملكـه أولاً على نفسـها مـدة حياتهـا تنتفـع بـه بمفردهـا سـكناً وإسـكاناً
إلى أن يـرث الله الأرض ومـن عليهـا وهـو خير الوارثين أنشـأت الواقفـة منيرة المذكـورة
وغلـة واسـتغاللاً وسـائر وجـوه الانتفاعـات الرشعيـة الوقفيـة لا يشـاركها فيـه مشـارك
ولا ينازعهـا منـازع ثـم من بعدهـا يكون ذلك وقف على معاتيقها وعلى أولادهم وأولاد
أولادهـم وأولاد أولاد أولادهـم وهكـذا مهما تناسـلوا وتعاقبوا ذكور ً ا وإناثًـا؟ إليهم ولو
لم يبـق مـن معاتيقهـا إلا واحـد يسـتقل بـه فإذا لم يبـق أحد مـن المعاتيق بالكليـة يكون ذلك
وقفـاً على ابـن أختهـا محمـد بـن عبـدالله بـن سـيف العتيقـي الكويتـي ثـم مـن بعـده يكون
وأولاد أولادهـم وأولاد أولاد أولادهـم وهكـذا مهما تناسـلوا وتعاقبـوا ذكـوراً وإناثـاً ذلـك وقفـاً
على عصبـة ابن أختهـا محمد بن عبـدالله بن سـيف العتيقي المذكـور وأولادهم
بالسـوية بينهـم على النـص والترتيـب المشروحين أعلاه فـإذا لم يوجـد منهم أحـد بالكلية
وأولادهـم وأولاد أولادهـم وأولاد أولاد أولادهـم وهكذا مهما تناسـلوا وتعاقبوا ذكوراً يكـون ذلـك
وقفـاً على ذوي أرحـام ابن أختها محمد بـن عبدالله بن سـيف العتيقي المذكور بالكليـة يكـون
ذلـك وقـف على مصالح المسـجد الحـرام وشرطـت في وقفها هـذا شروطاً وإناثـاً بالسـوية
بينهـم على النـص والترتيـب المرشوحين أعلاه فـإذا لم يوجـد منهـم أحـد أنهـا جعلـت
النظـر عىل وقفهـا هذا أولاً يكـون لها بمفردهـا مدة حياتها ولا يشـاركها
فيـه مشـارك ولا ينازعها منـازع ثم من بعدها يكون النظر لعتيقهـا أمان الله عبدالله الحبشي
ثـم مـن بعدهـا يكـون النظر للأرشـد فالأرشـد مـن معاتيقهـا وأولادهـم وأولاد أولادهم
وأولاد أولاد أولادهـم وهكـذا مهما تناسـلوا وتعاقبـوا فـإذا انقرضـوا كانـت النظارة عىل
وقفهـا هـذا لابـن أختهـا محمـد بـن عبـدالله بن سـيف المذكـور، ثم فالأرشـد فالأرشـد من
أولادهـم وأولاد أولادهـم وأولاد أولاد أولادهـم وهكـذا مهما تعاقبـوا وتناسـلوا فـإذا
انقرضـوا كانـت النظـارة عليـه لعصبـة ابـن أختهـا محمـد بـن عبدالله بن سـيف المذكـور ثم
مـن بعدهـم النظـر عليـه لـذوي أرحـام ابـن أختهـا محمـد بـن عبـدالله بـن سـيف المذكـور
فالأرشـد فالأرشـد منهم وأولادهم وأولاد أولادهم وأولاد أولاد أولادهم وهكذا مهما
تناسـلوا وتعاقبـوا فـإذا انقرضـوا فـإلى مصالـح المسـجد الحـرام فيكـون النظـر عليـه حينئذ
للحاكـم الرشعـي يقيـم عليـه ناظـراً مـن طرفـه مـن أهـل الديانـة والأمانـة يقـوم بمعالجته
ولوازمـه ولـكل مـا هـو متـول على وقفهـا هـذا عشر غلتـه يقتطعـه لنفسـه في كل عـام في
مقابلـة عملـه ومباشرتـه لذلـك الوقـف بعـد عمارتـه ومـا فيـه إصالحـه وبقاء عينـه ونمو
غلتـه ثـم مـن أن تـم هذا الوقـف وأبرم عىل هذا المنوال انحسـم سـلمته الواقفـة منرية بنت
الشـيخ عبدالرحمـن المذكـور إلى متـول شرعـي وهـو عبدالقـادر بـن عبيـدالله بـن حسين
المصري الحبـاب بعـد أن جعلتـه قيماً على هـذا الوقف ومتوليـاً لأمـوره شـارطه عزله بعد
أن يتـم التسـجيل واسـتلمه المتـولي المذكـور فارغـاً عـن الموانـع المبطلة والشـواغل المفسـدة
لصحـة التسـليم والاسـتالم بعـد قبوله هذه التولية لنفسـه على هذا الوقف ثـم إن المصونة
منيرة بنـت الشـيخ عبدالرحمـن المذكـورة ادعـت على هـذا المتـولي بدعـوى شرعيـة سـائغ
سماعها في الوقـف شرعـاً تتضمـن دعواهـا أنها قـد يحق لها الرجـوع في هـذه الوقفية وتريد
استرداد الموقـوف إلى ملكهـا متمسـكة في ذلـك بعـدم اللـزوم بمجـرد القـول على القـول
للإمـام الأعظـم أبي حنيفـة النعمان رضي الله عنه القائـل بعدم صحة الوقـف وعدم لزومه
حيـث لم يحكـم بصحتـه حاكـم شرعـي فعارضهـا المتـولي بـأن الوقـف صحيـح لازم على
القـول المفتـى بـه على قـول الإمامين الهمامني أبي يوسـف ومحمد رحمهما الله تعـالى القائلني
بصحـة الوقـف ولزومـه بمجـرد القـول ولـو لم يحكـم بـه حاكـم شرعـي، فتنازعـا في ذلـك
يترجـح عنـده مـن القولين فنظـر بينهما نظـراً جلياً فظهـر له أنـه في جانب الوقـف رجحاناً
طويلاً ثـم ترافعـا لـدى المأذون الشـيخ سـليمان أفنـدي المذكور وسـألاه الحكـم في ذلك بما
قويـاً لمـا فيـه مـن النفـع العام وغنيـم الثـواب في دار المقـام فاختـار الله تعالى وحكـم بصحة
هـذا الوقـف ولزومـه في خصوصـه وعمومـه حكماً شرعيـاً بعـد صـدور هـذه الدعـوى
الصحيحـة والسـؤال والجـواب وأجـازه ونفـذه ومنع الواقفـة منرية المذكورة عـن الرجوع
في هـذه الوقفيـة فامتثلـت لذلـك ثـم أن منيرة المذكـورة غـرت المتـولي المذكـور عـن ولايته
على هـذا الوقـف بحضرتـه فرفـع المتـولي يـد ولايتـه عـن ذلـك ووضعـت الناظـرة منيرة
المذكـورة يـد نظارتهـا على هـذا الوقـف وبموجـب هـذا صـار كامـل بجميـع ما اشـتمل
عليـه المحـدود المذكـور أعلاه وقفـاً مـن أوقـاف الله تعـالى الأكيـدة مدفوعـاً عنـه بحولـه
وقولتـه الشـديدة فلا يحـل لأحـد يؤمـن بـالله واليـوم الآخـر ويعلـم أنـه إلى ربـه الكريـم
صائـراً أن يتعرضـه بسـوء أو فسـاد أو إبطال أو تغيري أو تبديـل أو بحيلة أو بفتوى أو بغمز
أو لمـز، فمـن فعـل ذلـك كلـه أو بعضـه أو شـيئاً منـه فـالله حسـيبه ورقيبـه ومكافيـه وعلى
سـوء فعلـه يجازيـه فمـن بدلـه بعدمـا سـمعه فإنما إثمـه على الذيـن يبدلونـه إن الله سـميع
عليـم وهـو حسـبنا ونعـم الوكيـل وصلى الله على سـيدنا محمـد وعلى آلـه وصحبه وسـلم
غـب ذلـك قـرر الأمني المذكـور جميع ما ذكـر أعاله فرفعـه إلى حضرة نائـب مولانا الحاكم
الرشعـي المومـئ إليـه تفصيالً حتـى صار ذلـك معلوماً ومحققـاً لدى حضرتـه فأجاز نائب
مولانـا الحاكـم الرشعـي المومـئ إليـه جميـع ما ذكـر أعلاه وأجاز ذلـك كله مولانـا الحاكم
الرشعـي المومـئ إليـه أعلاه ونفـذه وأمضـاه وأوجب العمـل بمقتضـاه والله الهـادي حرر
في اليـوم العـاشر مـن جمـادى الأولى عـام السـادس والثالثمائـة والألـف 1306 هـ
صورة مؤرخة من السجل
رئيس المحاكم الرشعية بمكة المكرمة
تاريخ الوثيقة: 10 جمادى الأولى 1306 هـ – الموافق 12 يناير 1889م
الموقع: حارة شعيب بني عامر بالقرب من بئر الحمام بمكة المكرمة
المصدر: المحكمة الرشعية، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية
وفاتها:
توفيـت المحسـنة منيرة العتيقي في سـنة 1326هــ تقريبـاً الموافـق 1908م، وقُد َّرت
ثروتهـا عنـد وفاتهـا بمئـات الجنيهـات الإفرنجيـة، والبيـت الـذي ورثتـه مـن أمهـا
المرحومـة لولـوة العتيقـي، وعـدد مـن الحُلي والذهـب والألمـاس والمجوهـرات الثمينة.